الاثنين، 18 مايو 2009

عنتـــــــــــــــــرة - لصلاح ابوشنب


عنتـــــــــــــــــرة


لصلاح ابوشنب


عنترة فتوة ، يبرز عند العصارى من داخل الحوارى ، من خلف مقابر باليه ، ازيل سور كان يسترها فبدت أرضا صفراء لكثرة الجماجم والعظام ، يبرز شبحه ، يتدحرج من فوق العاليه خارجا من داخل كوخ خشبى متهالك استولى عليه عنوة من عجوز مسكين . يزمجر كالريح ، يرغى كالابل ، يزبد كالبحر ، لا يتوقف الا عندما تصطدم قدماه المفلطحتين بأسفلت الطريق ، خصلتى شعر عنترة تتدليان على جانبى رأسه تاركتا ممرا أجردا بينهما ، حاجبين كثيفين شائكين ، أنف حاد ، ذقن مدبب .. حين دخل الى دكان الحلاق للمرة الاولى ، كان وقت القيلوله ..الشوارع خاليه .. شهر سلاحه الابيض المسمى بقرن الغزال ، طلب من الحلاق أن يحلق له عانته ، تردد الاخير ، لكنه رضخ تحت التهديد . من يومها أطلق عليه أهل الحى عنترة المجنون . طلب اليه ان يحلق له ذقنه أولا ، فلما مرت يده بالموسى الحاد على رقبته كاد أن يذبحه ويريح أهل الحى من شروره كان لا يجد لقوته المتفجره مصرفا سوى ارهاب الرائح والغادى من ابناء منطقته ، لما اقتربت الموسى من رجولته كاد أن يسأصلها ، فطن اليه ، اخرج قرن الغزال ، وضعه على خاصرته ، فأذعن ، كان عنترة للنساء زيرا بلا ماء ، وكوزا بلا قعر ، ما أن تمر من امامه امرأة حتى تجحظ عيناه ويتدلى لسانه ، ويسيل لعابه كالكلب اللاهث . امرأة من المهاجرين الافارقه تبيع الفول السودانى .. تسير على شاطىء البحر ، تضع فوق رأسها صينيه مملوءة بالفول السودانى .. تنادى بلكنه عربيه مدغدغه : سودانى لب .. سودانى لب ، يسارع خلفها الصغار ، يرددون خلفها على نفس الوتير : عزيزة بتهب . . عزيزة بتهب . أسرعت الى عنترة .. شكت له .. ضرب الصغار ضربا مبرحا ، أسترضاءا لها .. اشترى منها بضاعتها كلها ، لم يأكلها أو يعطيها للصغار .. بل القاها فى البحر . . غضب نساء االحارة غضبا شديدا لما فعله بأبنائهن .. نزلن اليه ، تكالبن عليه .. أوسعنه ضربا ورجماً .. جثا على ركبتيه .. توسل اليهن كى يتوقفن عن رجمه ، إلا الحجارة .. لا يطيق الحجارة .. ولا صرخات صبيان الحارة .. مات عنترة تحت اكوام الحجارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق